تفسير ظاهرة التلعثم في ضوء النظريات القديمة والحديثة
جمع واعداد دكتورة / مروة المليجي
هناك العديد من النظريات التي حاولت و ضع تفسير للتلعثم و معرفه الأسباب الكامنة وراء حدوثه ، حيث أرجعت بعض النظريات التلعثم إلي اسباب نفسية و عضوية و معرفية و عوامل متعددة :
أولا : الأسباب النفسية : –
مثل (نظريه الحاجات المكبوتة و النظريات العصابيه و نظرية التعلم ) .
ثانيا : نظريات أرجعت التلعثم لأسباب عضوية :-
مثل (نظريه السيادة المخية و الكيميائية الحيوية و نظرية اضطراب
التغذية السمعية المرتدة و نظرية إخراج الصوت
ثالثا : نظريات ترجع التلعثم إلي العوامل المعرفيه و المعالجة اللغوية :-
و منها نموذج ليفيلت ونموذج فرض الإصلاح الخفي و النظرية اللغوية
النفس عصبية ، ونموذج الخطه التنفيذية .
رابعا : نظريات العوامل المتعددة :-
و منها نموذج المطالب و القدرات ، و فيما يلي هذه النظريات بشيء من
التفصيل .
أولاً : النظريات النفسية :
1 – نظرية الحاجات المكبوتة Repressed need theory :-
يري أصحاب هذا الاتجاه أن التلعثم تعبير خارجي عن الرغبات أللاشعورية التي تهدف إلي إشباع حاجات فميه أو شرجية و يذكرون أن التلعثم ينشأ نتيجة لإحباط الاحتياجات النفسية الأساسية للفرد ، وهو اضطراب عصابى يرجع إلى تثبيت الليبيدو على مراحل التكوين قبل التناسلي أي المرحلة الشرجية أو ألفميه .
و تذكر نوران العسال ( 1990) أن التلعثم ينشأ نتيجة لاستمرار الرغبة الجنسية للرضاعة ، فالتكرارات التي تحدث أثناء التلعثم تعوض الاستمتاع الذي كان يبديه المتلعثم عندما كان يرضع من ثدي أمه ، وأن التلعثم يحدث خاصة في الأصوات التي تحتاج إلى تحريك للشفاه .
يجد المتلعثم صعوبة في الكلام ، نظرا لإحساسه بمشاعر يصعب التعبير عنها فهو يعانى من احتياجات متضادة مثل الرغبة في الرضاعة وعدم التحكم في الإخراج و إحباط أبويه لهذه الرغبات من ناحية أخرى ، ويتهرب من هذه الإحساسات الخفية بالتلعثم.
2- النظرية العصبية Neurotic Theory :-
و يفسـرون التلعثم على أنه سلوك عصـبى ناتج من الإحسـاس بالقلق و الضغط النفسي ينتج عنه فشل في التحدث مع الآخرين .وأضاف (Jones,1986) أن بعض الأطفال يمكن أن يصابوا بالتلعثم نتيجة لبعض الضغوط النفسية ، التي يتعرضون لها عقب إجراء بعض العمليات الجراحية لهم . حيث لاحظ أن طفلين عمرهما 4 سنوات قد أصيبا بالتلعثم بعد إجراء عملية جراحية لإصلاح الحول ، وارجع ذلك إلى القلق والخوف أثناء وجودهم بحجرة العمليات .
تشير إيناس عبد الفتاح (1988) إلي أن المتلعثم يقوم باختزال حده القلق حيث أن فرويد يري أن عرض التلعثم ينشأ فقط من اجل تجنب القلق ، فالأعراض تقيد الطاقة النفسية التي كان من الممكن أن تنطلق في صوره قلق لو لم تظـهر الأعراض ، فالمتلعثم يتوقع الاضطـراب الذي يحدث في النطق
و هذه الحالة تمثل الخطر الذي يهدد الأنا ، و تؤدي هذه الحالة إلي نشؤ القلق و بالتالي تنشأ أعراض التلعثم لكي تقي الأنا من حاله الخطر .
3 – نظرية الخطأ التشخيصي للتلعثم : Diagnosogenic Theory
ويتزعم هذه النظرية Johnson حيث يرجع سبب التلعثم إلى خطأ في تشخيص عدم الطلاقة اللفظية في حديث الأطفال ، والمشكلة في رأيه تكمن في السامع وليس المتكلم ، والذي يتوقع الطلاقة المطلقة والمستمرة من الطفل الذي يكون في بداية مرحلة النمو اللغوي ، ويمكن القول أن التلعثم يرجع الي تشخيص الوالدين له و يبدأ في أذن الأم أو الأب ، الذين يبحثون عن الكمال في نطق أطفالهم وهم في سن مبكرة ، ويعتبرون أن هذا الخطأ إعاقة كلامية .
4 – نظرية التعلم في تفسير التلعثم The Learning Theory :
ويتزعمها (Sheehan ، Wischner ، (Shameesوالتلعثم طبقا لهذه النظرية عبارة عن سلوك متعلم ، ينشأ نتيجة للصراع الناتج من الرغبة في الكلام والخوف من الكلام والرغبة في عدم التكلم والإحساس بالفشل المستمر من عدم القدرة على الكلام ، والذي يصبح ملازماً له أثناء فترات الصمت التي لا يتكلم فيها .
افترض بعض العلماء أمثال Sheehan ، أن الصراعات المؤلمة في الحياة هي التي يصبح فيها الإنسان حائراً بين رغبات متضادة ، مما يؤدى للتوتر وأن التوتر يزداد عندما يكون الاحتياج للشيئين المتضادين متساوي .
و ينتهي هذا التوتر عندما يزيد الاحتياج إلى الشيء عن الآخر . ويرى شيهان أنه عندما ما يريد المتلعثم الكلام أكثر من رغبته في الصمت فهو يتكلم بطلاقة ، وإذا كانت رغبته من الصمت أكبر من رغبته في الكلام فهو يظل صامتا . أما عندما تكون الرغبة في الكلام مساوية للرغبة في الصمت فهنا يظهر التلعثم .
ويرى (Shamees & Shoerake) الصفة الغالبة في السلوك التخاطبى الطبيعي هي الطلاقة ، وأن عدم الطلاقة ينتج من الضغط الوظيفي ، الذي ينتج من عوامل عديدة كالنواحي الوراثية أو الجسـمية أو الانفعالية ، هذه العوامل و الضغوط ، هي التي تؤدى إلى الإخفاق المتقطع في الطلاقة اللفظية،والتلعثم في رأيهم ما هو إلا حالة خاصة من عدم الطلاقة والتي تتميز بالإطالة والتكرار الناتج من سوء التوافق للانفعالات المكتسبة ، هذه الانفعالات التي تختلف من فرد لآخر طبقاً لدرجة الإثارة أو التنبيه
ثانيا :-النظريات العضوية لتفسير التلعثم:Organic Theories
و هي النظريات التي تحاول تفسير التلعثم علي أنه اضطراب يرجع للعامل الفسيولوجي كما تنظر إلي التلعثم بإعتباره عيباً تشريحياً مثل نظرية السيادة المخية و النظرية الكيميائية الحيوية و نظرية إخراج الصوت .
1- نظريه السيادة المخية :
يعتبر الفص الأيسر من الدماغ المسئول الرئيسي عن التحكم المركزي للغة في كل الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمني و معظم الذين يستخدمون اليد اليسري ، و لذلك يسمي الفص السائد أما الفص الأيمن فيسمي الفص غير السائد فإذا حدثت إصابة في الفص السائد خاصة في القشرة الدماغية فمن الضروري أن تتأثر اللغة تبعاً لذلك.
يعد ((Travis رائدا هذا الاتجاه حيث حاول تفسير التلعثم علي أنه نقص و ارتباك في السيادة المخية ، حيث أن كل عضو من أعضاء الكلام مثل الفك و الشفاه و اللسان ، يستقبل إشارات من كلا الفصين الدماغين و حتى تكون حركه أعضاء الكلام متناسقة فإن هذه الإشارات لابد أن تكون متزامنة بدقه ، فإذا كانت السيادة المخية غير كاملة فسوف يحدث نتيجة لذلك اضطراب في تزامن و صول النبضات من الفصين إلي أعضاء الكلام و بالتالي يحدث التلعثم .
يتعرض الأطفال الذين يستخدمون يدهم اليسري أو قادرين علي استخدام كلتا اليدين بطريقه متساوية ، و يطلب منهم استخدام يدهم اليمني ، إلي الإصابة بالتلعثم أكثر من غيرهم لعدم و جود سيادة واضحة لأي من الفصين الدماغين ، أما الأطفال الذين يستخدمون يدهم اليمني أقل عرضه للإصابة بالتلعثم .
2-النظرية الكيميائية الحيوية Biochemical Theory :
تعد نظريه West احدي النظريات التي أرجعت التلعثم لاضطرابات في عمليه الايض و هي مجموعه العمليات المتصلة بالتغيرات الكيميائية في الخلايا الحية التي تؤمن بها الطاقة الضرورية للعمليات و النشاطات الحيوية ، كما يذكر وست أن التلعثم شبيه بنوبة الصرع الصغرى لأنه ينشأ من اختلاف التناسق بين الموجات المخية و نجد أنه أكثر انتشاراً بين الذكور. و الجدير بالذكر أن هذه النظرية (الكيميائية الحيوية) تمثل و جهة نظر سعي كثير من العلماء للتحقيق من صدقها ، و قد انتهت محاولاتهم في هذا الصدد إلي أن الاختلافات الكيميائية التي لوحظت لدي المتلعثمين ، ما هي إلا نتيجة لحاله التلعثم أي أنها أعراض مصاحبه أكثر من كونها أسباب
3- اضطراب التغذية السمعية المرتدة D. A. F Disturbed Auditory Feedback :
يفسر هذا الاتجاه التلعثم علي انه نوع من الخلل في ضبط توقيت الكلام ينتج عنه تأخير التغذية السمعية المرتدة ، مما يؤدي إلي اضطراب في تتابع العمليات ألازمه لإنتاج الصوت ، أي أن علاج التلعثم في هذه الحالة يحتاج إلي ضبط التغذية المرتدة السمعية Auditory Feedback،و هذا هو الأساس النظري الذي بنيت عليه بعض فنيات العلاج الكلامي المستخدمة في العيادات النفسية و مراكز علاج أمراض الكلام .
4- نظرية إخراج الصوت Vocalization Theory :
يفترض بعض الباحثين أن سبب التلعثم يكمن في الحنجرة حيث يذكر Schwartz,1974)) أن التلعثم ينتج من خلل في السرعه التي يتدفق بها الهواء في فتحه لسان المزمار ، و هذا الخلل يحدث اضطراب في طبيعة نشاط عضلات الحنجرة .
و يزداد هذا الخلل الوظيفي الذي يصيب الحنجرة في المواقف التي تسبب التوتر، كما أن بعض العوامل تؤدي الي ان تظل الثنايا الصوتية في الحنجرة مفتوحة ، و من ثم تعوق اصدار الاصوات اللازمة للكلام و لكي يتغلب الفرد علي ذلك فانه يقوم بالضغط علي هذه الثنايا فتظهر في صورة تشنجات في الشفتين و اللسان و الفك و اجزاء اخري من الجسم ، ثم تصبح هذه الاستجابات جزءاً من السلوك الذي يطلق عليه ” التلعثم”
ثالثا : النظريات المعرفية و المعالجة اللغوية Cognitive and linguistic Processing Theories :
تنوعت النماذج التي تؤكد علي أن هناك ارتباط بين عملية التخطيط اللغوي و ملامحه المختلفة و متطلباته و ظاهرة التلعثم .و من أهم تلك النماذج نموذج (Levelt,1989) والذي شكل أساسا للعديد من النظريات الاخري لأنه فسر التلعثم في ضوء صعوبات عمليه إنتاج الكلام،والنظرية اللغوية النفس عصبية Neuropsycholinguistic theory 1991) . ( Perkins, et alونموذج فرض الإصلاح الخفي (CRH)
Covert Repair Hypothesis The Colk & Postma,1997)) ، الذي استخدم التخطيط اللغوي بشكل مباشر ، و نموذج الخطة التنفيذية (EXPLAN) Howell, & Au-Yeung,2002) ) ، و هو من النماذج الحديثة التي اقترحت أن التخطيط اللغوي و عملياته لها دور في حدوث اضطراب الأنظمة الحركية المسئولة عن الكلام ،و بالتالي حدوث اضطرابات في الطلاقة و حدوث التلعثم ، و فيما يلي عرض لبعض هذه النماذج :
أ – نموذج ليفلت (Levelt) لإنتاج و فهم الكلام :
يقترح نموذج ليفلت لإنتاج الكلام والفهم أن هناك مرحلة تسبق مرحلة النطق و هي المرحلة التي يتم فيها المعالجة و الضبط كما يوضح نموذج مخطط المتكلم كما توضحه نظرية ليفيلت
يمثل الجانب الأيسر من نموذج ليفلت لإنتاج الكلام بمثابه الطريق لإنتاج اللغة و الذي يبدأ من تكوين المفاهيم وصولا إلي عملية النطق ، أما الجانب الأيمن من النموذج يمثل نظام الكلام المنطوق ، و يعتبر تكوين المفاهيم هو المسئول عن إنتاج الرسالة و توصيلها بصورة مناسبة ، و يأتي بعد ذلك دور عملية الضبط و التحكم التي من خلالها يتم المقارنة بين المخرجات الفعلية و بين الرسالة الأصلية المراد إنتاجها (و تعد هذه العملية هي المهمة الأولي لعنصر تكوين المفاهيم) ، و عندما يوجد اختلاف أو خطـأ تتم عملية الإصلاح للمخرج و ذلك للتقليل من الأخطاء ، و هنا يأتي دور التغدية المرتدة التي يتم من خلالها عـودة المخـرج مرة ثانيـة إلـي عمليـة الضـبط و التحــكم لتقـوم بأداء دورهـا ، و يحتوي نموذج ليفلت علي مرحلتين فرعيتين المرحلة الأولي يتم فيهما تمثيل الرسالة في الصورة المعجمية (LEMMAS) و الصورة النحوية ، و بعد أن تصبح الرسالة منقحة و في الصورة( قبل – اللفظية ، تنتقل الي مرحلة التكوين و يتم فيها عملية التشفير الصوتي للرسالة ، و يعتبر النطق هو المرحلة الاخيرة بعد اكتمال خطط الكلام الداخلي و التي تلعب فيها الحلقه الصوتية دوراً بارزاً .
أن هناك مجموعه من المكونات بهذا النموذج و هي :
1- المفاهيم Conceptualization” : يتعلق هذا المكون بأسباب التلعثم
2- ” التشفير النحوي “Grammatical Encoding :
3- ” التشفير الصوتي “Phonological Encoding ” :
4- “الولوج المعجمي للكلمات” Lexical Access :
5- ” الخطة الصوتية “Phonetic plan :
ب- نموذج فرض الإصلاح الخفي
: (CRH) The Covert Repair Hypothesis
قام كلا من Postma,1997)& Kolk ) بوضع إطار هذه النظرية التي تدمج بين علم اللغة و التلعثم ، و هي تطور لنظرية المعروفة للإخفاق في الكلام وعدم الطلاقة الناتج ( Levelt’s (1989) عن عدم التحكم في آلية النطق.
يوضح النموذج ان عملية انتاج الكلام تتم من خلال مجموعه من المراحل تبدأ بإعداد و إختيار المفاهيم المعجمية ، ثم التشفيرالكتابي( بالنسبة للغة المكتوبة ) أو التشفير الصوتي ( إذا كانت اللغة منطوقه) ، و هنا تتداخل و تبدأ بشكل متوازي عمليه الاصلاحات الخفيه و الضبط الذاتي للكلام ، ويفترض النموذج أن عدم الطلاقة اللغوية يحدث عندما يقطع المتكلم سيل الحديث و يتوقف لإصلاح الأخطاء في الخطط الصوتية ، و التي تتم من خلال ضوابط الحديث الداخلي عندهم ، و يفترض النموذج أن الأفراد المتلعثمين لديهم مشكلة مع التشفير الصوتي ، و التي تقود إلي أخطاء متكررة و التي يجب إصلاحها.
تشير النظرية إلي وجود ضعف مؤقت أو (تباطؤ) لدي الأفراد المتلعثمين في التشفير الصوتي ، فعندما لا يتمكن المتلعثم من إتمام عملية التخطيط الصوتي بسبب هذا الضعف و الاستمرار فيها بشكل طبيعي ، فإنه يقوم بتعديله و معالجته من خلال الإصلاحات الخفية التي تأخذ عده أشكال إما إعادة البدء من جديد مرة أخري ، أو التأجيل عمليه التخطيط اللغوي بصفه عامه ، و كلا الحالتين يترتب عليه السلوك الظاهري للتلعثم ، و من ثم فإن التلعثم في هذا الحالة و وفق هذا النموذج عرض للإصلاحات الشخصية الخفية.
د- النظريه اللغويه النفس عصبيةNeuropsycholinguistic theory :
يطلق علي النموذج السابق النظرية اللغوية النفس عصبية التي تقدم تفسير للتلعثم علي انه يرجع إلي عدم التزامن بين المكونات اللغوية الداخلية و المكونات اللغوية اللازمة للحديث (كلا منهما ينظم بنظام عصبي مختلف)
حدد 1991),.Perkins et al )العناصر الأساسية للكلام بأنها المعرفة و اللغة وعمل الذاكرة و حركه الكلام ، كما ذكر أن اللغة لها نظام خاص كما يوجد نظام خاص للتخطيط المعرفي الرمزي و نظام اللغة و النظام المعرفي مندمجين معا ، و عمل الذاكرة يشتمل علي نظام مستقل يمدنا بالوعي و الإدراك للإنتاج المعرفي و عمليات الكلام ، يوجد نوعان من عدم التزامن يحدث عند المتلعثم و هما كالتالي :-
أ – عدم التزامن بين النظامين اللغوي و الرمزي والذي يحدث تأخير
في عمليات اللغة ،و ينتج من الشك في بناء الجملة أو لوجود إصابة في المخ.
ب – عدم التزامن في النظام اللغوي الفردي عندما يحدث تأخير في العمليات المكافئة للغة (النظام المعرفي) لان التسميع الذاتي غير واضح أو الأعصاب المصدرة غير فعاله Perkins, et al., 1991, 734) )
توصلت التطبيقات لتلك النظرية ، والتي تم اختبارها إلي بعض النتائج
و منها : أن التأخر في عملية التشفير الصوتي عند المتلعثمين أصبحت متوقعه ، لان هناك اختلاف بينهم و بين العاديين في هذه العملية ، و من هنا نجد تطابق بين هذه النتائج و تلك النظريات التي تفسر التنشيط المتأخر و فك التشفير للوحدات الصوتية علي أنها متغير سببي في التلعثم
و أوضح Bosshardt,1993) ) أن هناك قدر من التأخير في عملية التنشيط يترتب عليه تأخر في اختيار الأصوات ، و هذا يرتبط بوظائف الحواجز الكلامية المتمثلة في الاختيار و التخزين و الاستدعاء للوحدات الصوتية خلال عملية تشفير المعلومات اللفظية .
هـ- نظرية الخطة التنفيذية EXPLAN :
قام كلا منHowell & Au-Yeung, 2002) ) بوضع إطار لتلك النظرية يقدم مـن خلاله تفسـير لحدوث قصور الطلاقة اللفظية Fluency failures ، و يشير النموذج إلي عملية توليد الخطط الكلامية، The linguistic formulator process generates Theبكلمة (خطة) PLAN ، بينما عملية التنفيذ الحركي Process Execute Motor ، فيرمز لها بالرمز (EX)، و يفترض النموذج أن الخطة PLAN و التنفيذ (EX) يحدثا بشكل متوازي و هذا يقضي استقلال كل عنصر منهم عن الآخر ، و هذا الاستقلال يدعم عمليه إعادة الخطة مرة ثانية إذا كانت تحتوي علي أخطاء و ذلك قبل عملية التنفيذ كما يسمح الاستقلال بأن يتم تنفيذ الكلمة الحالية و التي تم الانتهاء من وضع الخطة لها وفي نفس الوقت يتم إنتاج الخطة للكلمة التالية.
تتطلب عملية التخطيط قدر من السرعة لكي يتم توصيل تلك الخطة بشكل مباشر و سريع لكي يتم التنفيذ ، وفي حالات فشل هذه العملية و عدم و صول الخطة كاملة في الوقت المحدد فان الجزء المتاح من الخطة يتم تنفيذه و هنا يتأخر الكلام إلي أن تكتمل باقي الخطة و يقوم المتحدث في هذه الحالة بمحاولات مستمرة للنطق وأيضا إكمال الخطة الصوتية .و يفترض النموذج أن الرسـالة الكلامية تبدأ عند تخطـيط أول كلمة
و تتكرر هذه العملية بشكل دوري ، و تشكل الكلام الذي يتسم بالطلاقة وعندما لا يكتمل التخطيط يحدث التلعثم و هنا يجب علي المتحدث أن يسترجع تخطيط الكلمة التي تم نطقها مؤخراً من أجل أن يتم تنفيذها مرة أخري .
و يعتمد علي أن التخطيط يكتمل عبر الوقت الذي يحتاجه هذا الجزء في عملية التنفيذ ، و من ثم يظهر الكلام علي انه طلق .
و إذا لم يكتمل التخطيط يكون أمام المتحدث فرصة البدء من جديد عن طريق الكلمة المفتاحيه ، و إذا فشل أيضاً يكون هناك تكرار أو توقفات في الجزء الأول من الكلمة .
و عندما تصاب عملية الكلام بالفشل وعدم الطلاقة في أجزاء الكلام المختلفة يكون هذا ناتج من مشكلات عدم التوافق في التنفيذ و التخطيط التي تجعل الفرد يواجه التلعثم .
إن هذه النماذج و النظريات و ما تقدمة من اقتراحات و تفسيرات لعملية التلعثم ، و مدي إسهام عملية التخطيط اللغوي و إنتاج الكلام ، مازالت في حاجه إلي المزيد من الدراسات و الأبحاث لكي نصل إلي العوامل الأسـاسية و المؤثرة في حدوث التلعثم .
رابعا: – النماذج متعددة العوامل Multi-factorial models
تهدف هذه النماذج إلي دمج و تداخل علم وظائف الأعضاء و التعلم و البيئة في نمو التلعثم و لكن نظراً لأنها تحتوي علي العديد من العوامل ، وعلي الرغم من قابليـة بعض عناصـر هذا النموذج للقياس
و الاختبار تجريبياً فإنه من الصعب اختبارهم و تقييم صدقهم و ثباتهم.
أ- نموذج المطالب و القدرات
Models ( DCM ): Demands and Capacities
قـدم هذا النموذج ( Starkweather & Gottwald, 1990) ويفسر هذا النموذج التلعثم من خلال اشتراك بعض العوامل الوراثية التي تدعم الطلاقة اللغوية ، و تتحكم في الأنظمة التي تساعد في عمليه الكلام ، ومنها هذه الأنظمة : اللغة و الحركة و العاطفة و المعرفة مع بعض العوامل البيئية ، وينشأ التلعثم خلال فترة نمو اللغة و الكلام ، نتيجيه انعدام التواصل بين الانظمة المختلفه و من ثم يحدث التوقفات في الكلام عند الأطفال.
يقدم هذا النموذج تصور أن تلك الأنظمة تتفاعل مع العوامل البيئية أي أن هنا تكامل بين (المطالب الخارجية و الداخلية) تساهم في فشل الطلاقة اللغوية و بالتالي حدوث التلعثم ، كما وجه بعض الاهتمام بالبيئة الأسرية لأنها أكثر تأثيراً علي الأطفال ، و تم توجيه الآباء لتعديل البيئة المحيطـة بالطـفل
و إعطاءه الفرصة للتعبيرعن نفسه ، و ذلك من أجل الوصول به إلي مرحلة الطلاقة اللفظية كما لوحظ أن الأطفال الفرادى تكون قدراتهم اللغوية محدودة و بصفه عامة تم توجيه النقد لهذا النموذج ، لأنه غير قابل للاختبار كما أن تلك المشكلات اللغوي المتعلقة بالطلاقة اللغوية يمكن علاجها وفقاً لهذا النموذج عن طريق تعديل سلوك الآباء.
علاج الاعاقه العقلية، علاج التلعثم، علاج الخنف، علاج البحة، علاج التأتأة – علاج اضطرابات اللغة، علاج اضطرابات الكلام علاج اضطرابات النطق، علاج مرض التوحد عند الاطفال، علاج صعوبات التعلم، متى يبدا الطفل في الكلام، تاخر الكلام،علاج تأخر الكلام، علاج تأخر النطق، فرط الحركة، علاج فرط الحركة، فرط النشاط،علاج فرط النشاط، ضعف الانتباه، علاج ضعف الانتباه، تعليم النطق للاطفال، علاج اضطرابات الكلام والنطق، علاج اضطرابات النطق والكلام، علاج التوحد، علاج مرض التوحد، علاج توحد الاطفال
علاج الاعاقه العقلية، علاج التلعثم، علاج الخنف، علاج البحة، علاج التأتأة – علاج اضطرابات اللغة، علاج اضطرابات الكلام علاج اضطرابات النطق، علاج مرض التوحد عند الاطفال، علاج صعوبات التعلم، متى يبدا الطفل في الكلام، تاخر الكلام،علاج تأخر الكلام، علاج تأخر النطق، فرط الحركة، علاج فرط الحركة، فرط النشاط،علاج فرط النشاط، ضعف الانتباه، علاج ضعف الانتباه، تعليم النطق للاطفال، علاج اضطرابات الكلام والنطق، علاج اضطرابات النطق والكلام، علاج التوحد، علاج مرض التوحد، علاج توحد الاطفال